أهمية الدين في حياة الإنسان: بين الصلاة، قراءة القرآن، والتخلي عن الملهيات
- By stovictomade
- 0 Comments
- Posted on
الدين هو مصدر التوازن الروحي والأخلاقي في حياة الإنسان. في عصرنا الحالي، حيث كثرت الملهيات وتشابكت الحياة الحديثة مع مغريات عديدة، يظل الدين بمثابة المرساة التي تساعد الإنسان على الحفاظ على طهارة قلبه ونقاء عقله.نتطرق في هذا المقال الى بعض ما قاله وكتبه العالم والدكتور فريد الأنصاري رحمه الله، العالم المغربي المعروف بتأملاته العميقة في قضايا الروح والدين، كان من أبرز المفكرين الذين أكدوا على أهمية العودة إلى الدين كسبيل لتحقيق السلام الداخلي والخارجي.
الصلاة: بوابة الاتصال بالله
الصلاة هي أعظم وسائل الاتصال بين العبد وربه. إنها ليست مجرد طقس ديني يُؤدى في أوقات معينة، بل هي عملية يومية تُعيد للإنسان اتصاله بجوهر وجوده. فكما يقول الأنصاري، الصلاة هي تجسيد لروح العبودية لله، وهي تربط الإنسان بخالقه وتجعله يعيش في حالة من الخشوع والسكينة.
الصلاة، ليست فقط للتقرب من الله، بل هي وسيلة لتنقية الروح من كل ما قد يشوبها من آثام أو غفلة. الصلاة تذكر الإنسان بأن الدنيا بكل ما فيها من مشاغل وملهيات ليست الهدف النهائي، وإنما هي مرحلة مؤقتة. فعندما يقف المؤمن في صلاته ويقرأ الفاتحة ويختم بالتسبيح، يشعر بأن حياته مليئة بمعنى أعمق من مجرد السعي وراء الماديات.
أهمية الصلاة في مواجهة ملهيات العصر:
- الصلاة تذكر الإنسان بالقيم الأبدية مقابل الملهيات الدنيوية العابرة.
- الصلاة تمنح الإنسان استراحة من ضغوط الحياة المادية والتركيز على الجانب الروحي.
- تمنح الصلاة الشعور بالاطمئنان والسكينة التي تنقص الكثير من الناس في حياتهم اليومية.
قراءة القرآن: نور الهداية ومعين الروح
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل، وهو كتاب الهداية والرحمة للإنسانية جمعاء. قراءته ليست مجرد عبادة، بل هي مصدر للمعرفة الروحية والأخلاقية. القرآن هو مصدر الحياة الروحية وأن تلاوته وتدبره يفتح آفاقاً جديدة من الفهم والمعرفة التي تعزز من استقرار النفس واتزانها.
قراءة القرآن تساهم في تهذيب النفس، وتنير القلب وتدفع الإنسان للتفكير في معاني الحياة. في عالم اليوم، حيث كثرت الفتن والشهوات، يمثل القرآن هديًا إلهيًا يوجه الإنسان نحو الطريق القويم ويبعده عن الملهيات التي قد تفسد عليه حياته.
فوائد قراءة القرآن في عصر الملهيات:
- تذكر الإنسان بالحكمة الإلهية وتوجهه نحو تحقيق الغايات الأسمى.
- تمنح القارئ إحساسًا عميقًا بالراحة والسكينة التي تساعده على مقاومة التوترات اليومية.
- القرآن يُشكل سياجًا روحيًا يحمي الإنسان من الانجرار وراء الشهوات والملذات العابرة.
التخلي عن الملهيات: تحديات العصر وحلول الدين
في كتاباته، يعبر فريد الأنصاري عن قلقه العميق تجاه تأثير الملهيات الحديثة على روح الإنسان. التكنولوجيا، مواقع التواصل الاجتماعي، وسائل الترفيه المتعددة، كلها أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لكنها في نفس الوقت تحرف تركيز الإنسان عن غاياته الروحية.
يفهمنا أن الملهيات هي العائق الرئيسي أمام الإنسان المعاصر في سعيه للتقرب من الله وتحقيق التوازن النفسي. تلك الملهيات، على الرغم من قدرتها على إشباع الرغبات المادية الفورية، إلا أنها غالبًا ما تؤدي إلى فقدان المعنى الحقيقي للحياة. في ظل هذه الأجواء، يصبح التخلي عن تلك الملهيات أو تقنينها جزءًا أساسيًا من طريق العودة إلى الدين.
كيف يساعد الدين في مواجهة الملهيات؟
- الزهد في الدنيا: يذكر الدين دائمًا الإنسان بأن هذه الحياة مؤقتة، وأن الملذات العابرة ليست الهدف الأسمى. وهذا الفكر يعين الإنسان على التحكم في رغباته وشهواته.
- التوازن بين الماديات والروحيات: الإسلام لا يرفض التمتع بالدنيا، ولكنه يدعو إلى الاعتدال والتوازن. فالإنسان بحاجة إلى الجانب الروحي مثل حاجته إلى الجانب المادي، والتفرغ للملهيات يخل بهذا التوازن.
- التقوى والخشوع: التقوى هي الدرع الواقي الذي يحمي الإنسان من الانغماس في الملهيات. إذا ما استشعر المؤمن رقابة الله، فإنه يبتعد عن كل ما قد يبعده عن تحقيق الرضا الإلهي.
الدعوة إلى العودة إلى الدين
من خلال كتاباته وأحاديثه، كان فريد الأنصاري دائمًا ينبه إلى أهمية العودة إلى الدين كطريق لتحقيق الحياة المتوازنة والهادئة. في كتابه “الفطرية: عودة إلى الفطرة”، تحدث الأنصاري عن ضرورة العودة إلى الفطرة السليمة التي جبل الله الإنسان عليها، والتي تتمثل في التدين الطبيعي والابتعاد عن الفساد الأخلاقي والتعلق بالملذات.
يؤكد العالم الرباني أن الدين هو الوسيلة التي تعيد للإنسان قيمته الحقيقية، وتجعل حياته مليئة بالمعنى والهدف. فبدلاً من الانشغال بالملهيات التي لا تدوم، يدعو الأنصاري إلى الانشغال بما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته، كالصلاة وقراءة القرآن والتفكر في آيات الله.
الدين يلعب دورًا حيويًا في حياة الإنسان، خاصة في عصرنا الحالي الذي كثرت فيه الملهيات والفتن. من خلال الصلاة وقراءة القرآن والتخلي عن الملهيات، يمكن للإنسان أن يجد التوازن والسلام الداخلي. كما أكد فريد الأنصاري في كتاباته، فإن العودة إلى الدين هي السبيل الوحيد لتحقيق السعادة الحقيقية، وهي التي تقي الإنسان من الانجرار وراء الشهوات الفانية. الدين هو الحصن الذي يحمي الروح، ويعيد للإنسان انسجامه مع ذاته وربه.